دولة رئيس مجلس الوزراء  ووزير الخارجية يشاركون في مؤتمر ميونيخ للأمن

شارك دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في إفتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن والذي عقد في فندق Bayerischer Hof في ميونيخ خلال الفترة الممتدة من 11 ولغاية 14 شباط 2016 كما شارك في حلقة حوار حيث عرض للأوضاع اللبنانية الراهنة والعبء الكبير الذي يتحمله لبنان من جراء أزمة النزوح السوري اليه، وتحدث عن الاجراءات التي يقوم بها لبنان على الصعيد السياسي والأمني، كما شدد على أهمية محاربة الإرهاب الذي يتبرأ منه الإسلام.

وكان الرئيس سلام عقد في ميونخ سلسلة من اللقاءات مع عدد كبير من المسؤولين الدوليين وعرض معهم مجمل المستجدات، وهو التقى في مقر أقامته في ميونيخ المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا، وبحث معه في الجهود الدبلوماسية المبذولة لمعالجة الأزمة السورية.  واستمع من دي ميستورا الى شرح لفكرة وقف العمليات العدائية بين القوى المتحاربة في سوريا للسماح بمرور المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة والتي أقرّت في اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا الذي عقد في ميونيخ أمس. كما عرض المبعوث الدولي لمختلف مواقف القوى الدولية الاساسية المعنية بالأزمة السورية. وعرض الرئيس سلام للعبء الذي يشكله ملف النازحين السوريين على لبنان وضعف المعونات التي يتلقاها لمساعدته على تحمل هذا العبء. كما عرض الوضع الأمني في لبنان والانجازات التي تحققها الاجهزة الأمنية المختلفة في مكافحة الارهاب. وأشاد دي مستورا بسياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية ازاء الأحداث الجارية في سوريا، ودعا الى تضافر جهود جميع القوى اللبنانية لحفظ الاستقرار في لبنان.
لودريان

واستقبل الرئيس سلام وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين مؤكداً تمسك لبنان حكومة وشعباً بتعزيز هذه العلاقات التاريخية. وشدّد الوزير الفرنسي على وقوف بلاده الى جانب لبنان واستمرار دعمها للجيش والقوات الأمنية. وأكد أنّ صفقة الاسلحة الفرنسية للجيش اللبناني بموجب هبة الثلاثة مليارات دولار من المملكة العربية السعودية ماضية في مسارها، موضحاً ان شركات التصنيع الفرنسية وضعت قيد التنفيذ طلبيات الجيش وان الدفعة المقبلة من المعدات ستكون جاهزة في موعدها المحدد بموجب الجدول المتفق عليه مع الجيش اللبناني. وأبدى لودريان قلقه من عدم استقرار الوضع السياسي في لبنان، معرباً عن الأمل في ان لا ينعكس ذلك على الوضع الأمني.

واستقبل الرئيس سلام وزير الخارجية المصري سامح شكري واستعرض معه العلاقات اللبنانية المصرية مشدّداً على الاهمية التي يوليها لبنان الى دور مصر في الساحتين العربية والاسلامية. وعرض الوزير المصري موقف بلاده من الأوضاع الاقليمية بعد الاتفاق النووي بين ايران والدول الغربية، وأجواء اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا الذي انعقد في ميونيخ. واعرب شكري عن استعداد بلاده لمساندة أي جهد من شأنه تعزيز الأمن القومي العربي. ثم تحدث عن الوضع السوري مؤكدا موقف بلاده الداعي الى حل سياسي شامل. وأكد الوزير المصري وقوف مصر الى جانب لبنان ودعمها للمؤسسات الشرعية فيه والأهمية التي توليها للاستقرار فيه. كما أعلن استعداد بلاده لتلبية اي طلب تتقدم به الحكومة اللبنانية.
لافروف

واجتمع سلام على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حضور اعضاء وفدي البلدين، وكان عرض للعلاقات اللبنانية الروسية والوضع الاقليمي. وأعرب الوزير الروسي عن تقديره للجهود الشخصية التي يبذلها الرئيس سلام على رأس الحكومة اللبنانية في ظل الفراغ الرئاسي، وقدرته على الحفاظ على استقرار الاوضاع في ظروف صعبة. وأشاد الرئيس سلام من جهته بالعلاقات اللبنانية الروسية، وشكر لروسيا مساهمتها في ترحيل النفايات من لبنان لمعالجتها في محارق روسية.

وأكد لافروف من جهته وقوف بلاده الى جانب لبنان واستعدادها للقيام بكل ما يلزم لمساعدته.
واستفسر لافروف عن الانتخابات البلدية في لبنان آملاً في حصولها في موعدها. وشدّد على دعم بلاده للمؤسسات الشرعية اللبنانية وبالأخص ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

واستقبل الرئيس سلام وزيرة الشؤون الاوروبية والعلاقات الخارجية في مقاطعة بافاريا بياتي ميرك التي أبدت اهتمامها بالاوضاع في لبنان، مشيرة الى بدء العمل بمشروع بناء مدرسة مهنية في البقاع بتمويل من بافاريا بقيمة 300 ألف يورو.

كذلك اجتمع الى رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني حيث جرى عرض للاوضاع في المنطقة والجهود التي تبذلها سلطات كردستان لمحاربة تنظيم داعش. وتطرق البحث الى اوضاع النازحين السوريين في لبنان وكردستان والعبء الذي يشكله ذلك على الدولة اللبنانية وعلى سلطات الاقليم. واثار الرئيس سلام دور الجالية اللبنانية العاملة في كردستان التي تساهم في نهضة الأقليم، فأشاد البارزاني بالنجاحات التي تحققها الجالية مؤكدا ان اللبنانيين في كردستان في أمن وأمان برعاية سلطات الاقليم.

بدوره شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في افتتاح مؤتمر ميونيخ للامن. وكان ألقى كلمة خلال ندوة نظمتها مؤسسة «بي.أم.دبليو» للحوار بين الدول والشعوب والثقافات والمجتمعات بعنوان «الحوكمة في الدول الضعيفة - مسؤولية مشتركة. وقال:«في لبنان، بذلنا قصارى جهدنا لاحتواء آفة الإرهاب وعوامل أخرى مشوِّشة من أجل الحفاظ على استقرار مؤسساتنا ونسيجنا الاجتماعي المتوازن. وعلى مدى السنوات الست الماضية، نجح لبنان في الإبحار في المياه الهائجة. وقد أثبتنا بذلك قدرتنا على الصمود والتغلب على الضغوط التي يتعرض لها اقتصادنا، ويعود الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى متانة قطاعنا المصرفي الابتكاري. كما تمكنا من التغلب على التهديدات التي تتعرض لها هويتنا الاجتماعية بفعل قدرة التكيف السريع للمجتمعات اللبنانية المضيفة مع النزوح السوري الكثيف إلى لبنان. ورغم مواردنا الشحيحة، نستضيف أكثر من 1.5 مليون مواطن سوري نزحوا إلى أراضينا».

ولفت: «تخوض قواتنا المسلحة معارك يومية في مواجهة تنظيمات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة على حدودنا الشرقية، في حين يماطل المجتمع الدولي في تحديد أفضل طريقة لمحاربة انتشار الإرهاب في المنطقة. ورغم الجمود السياسي، اجتمع مجلس النواب اللبناني أخيرا لاعتماد التشريعات الضرورية، ومن ضمنها القانون الذي يؤطِّر الجهود الوطنية لمحاربة تمويل الإرهاب، مما يدل على أن انخراط لبنان في محاربة مصادر تمويل داعش ومثيلاته بالغة الأهمية بالنسبة إلى لبنان. وفي حين أن التوترات آخذة في التزايد في المنطقة بين المكونات الطائفية والمجموعات العرقية، فإننا نشهد في لبنان إطلاق مبادرات عدة للحوار بين مختلف الأطراف السياسية. ويبقى الحوار هو ردنا على الانقسامات، والانفتاح ردنا على الانعزال».

واشار الى ان «الدستور اللبناني يلحظ عدم القبول بأي توطين سواء أكان لاجئا أم نازحا. ونحن اليوم نعيش في ظروف صعبة لأن المجتمع الدولي يحاول أن يفرض علينا لغة دولية معينة حول العودة الطوعية للاجئين، وهذا ما لا ينطبق على وضعنا، فنحن لم نتخذ اي اجراء كالترحيل مثلا على عكس بعض الدول الأوروبية التي اتخذت تدابير قاسية في هذا الإطار، فلماذا تكون السياسة الدولية قاسية في حالة، ومرنة في حالة اخرى».