العلاقات السياسية

ترقى العلاقات الدبلوماسيّة ما بين الجمهوريّة اللبنانيّة وجمهوريّة ألمانيا الإتحاديّة إلى العام ١٩٥٣ حين قامت جمهوريّة ألمانيا الإتحاديّة بتاريخ ١٩٥٣/٥/٢٠ بتعيين الدكتور هيربرت نورينغ (Dr. Herbert Nohringكأوّل مبعوث ألماني لها إلى لبنان. في المقابل قامت السلطات اللبنانيّة بتاريخ ١٩٥٥/٩/١٣ بتعيين أوّل سفير للجمهوريّة اللبنانيّة في جمهوريّة ألمانيا الإتحاديّة وقد تبوّء هذا المنصب في حينه سعادة السفير جورج حكيم. ومن ثمّ اعترف لبنان بجمهوريّة المانيا الديمقراطية ايضا وعين اول سفير له في برلين الشرقية عام ١٩٧٣. وبعد توحيد الالمانيتين بتاريخ ١٩٩٠/١٠/٣، اقفلت سفارة لبنان في برلين الشرقية أبوابها، بينما استمر العمل في سفارة لبنان في بون لغاية نقلها الى العاصمة الاتحادية برلين مطلع العام ٢٠٠٠. على صعيد آخر فقد كان لكل من ألمانيا الغربيّة وألمانيا الشرقيّة سفارة في بيروت. وقد جرى توحيد المقرين ضمن مقرّ واحد بعد توحيد ألمانيا عام ١٩٩٠. وتقع سفارة جمهوريّة ألمانيا الإتحاديّة حاليا في منطقة الرابية ويسعى السفير الحالي الى نقل مقرها الى وسط العاصمة بيروت.

تطورت العلاقات الثنائية بين البلدين بعد انتهاء الاحداث اللبنانية والتي تزامنت مع اعادة توحيد المانيا. وزاد في تطوير هذه العلاقات الزيارات المتكررة للمسؤولين اللبنانيين، حيث قام فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان بزيارة رسميّة إلى ألمانيا في شهر كانون الأوّل من العام ٢٠٠٨، إضافةً إلى الزيارات الثلاث التي قام بها دولة رئيس الحكومة السابق الأستاذ فؤاد السنيوره إلى برلين خلال شهر أيلول من العام ٢٠٠٦، وشهر أيلول من العام ٢٠٠٧، وشهر شباط من العام ٢٠٠٨. كما أنّ دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأستاذ نجيب ميقاتي قام بزيارة إلى ألمانيا في شهر تموز من العام ٢٠١٢ وقد رافقه في هذه الزيارة معالي وزير الخارجيّة والمغتربين الدكتور عدنان منصور. هذا فضلاً عن الزيارات التي قام بها عدد من الوزراء اللبنانيين ورؤساء الأحزاب اللبنانيّة وفي طليعتهم معالي وزير الداخليّة الأستاذ مروان شربل ومعالي الوزير وليد جنبلاط، هذا بالإضافة إلى العديد من الزيارات التي قامت بها وفود من البرلمان الألمانيّ إلى بيروت ولقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين، كذلك زار برلين في العام ٢٠٠٩ وفد من لجنة الإدارة والعدل في البرلمان اللبنانيّ. وقد تضمنت زيارتيّ كلّ من فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان ودولة الرئيس الأستاذ نجيب ميقاتي لقاءات مع المستشارة أنجيلا ميركل وفريق عملها، حيث قام خلالها الرئيسين بشرح موقف لبنان من مختلف المواضيع السياسيّة، كما تخلل هذه الزيارات لقاءات مع وزراء الخارجيّة والدفاع والداخليّة والتعاون الدوليّ. في المقابل قامت المستشارة أنجيلا ميركل بزيارة رسميّة إلى بيروت في شهر نيسان من العام ٢٠٠٧.

دعمت المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل مواقف الحكومات اللبنانيّة المتعاقبة، وللتدليل على ذلك فإنّ البيانات الرسميّة التي صدرت عن الحكومة الألمانيّة دأبت على التأكيد على دعم ألمانيا لسيادة واستقلال لبنان. وقد شاركت ألمانيا في المكوّن البحريّ لليونيفيل وذلك إثر العدوان الذي شنته إسرائيل على لبنان في خلال شهريّ تموز وآب من العام ٢٠٠٦ والذي أدى إلى صدور قرار مجلس الأمن الدوليّ رقم ١٧٠١ وإلى تعزيز تواجد اليونيفيل في المنطقة الواقعة جنوب الليطانيّ. وقد تولت ألمانيا في بداية الأمر قيادة المكوّن البحريّ لليونيفيل، كما قامت ببرامج تدريب للقوات البحريّة التابعة للجيش اللبنانيّ. وترعى ألمانيا مشروعاً لحماية ومراقبة الحدود البريّة الشماليّة للبنان ضمن برنامج رائد في هذا المجال (Pilot Project). وقد قدّمت ألمانيا بعض المساعدات للجيش اللبنانيّ ولمديريّة الجمارك اللبنانيّة كما ساهمت في تمويل عمليّة إعادة إعمار مخيّم نهر البارد.

لقد كانت ألمانيا في طليعة الدول التي بادرت إلى استقبال ٥٠٠٠ لاجئ سوري من ضمن أولئك الذين نزحوا إلى لبنان، كما أنّها قدّمت مساعدات إلى الدولة اللبنانيّة لمساعدتها في التصدي للحاجات الإنسانيّة للاجئين السوريين. وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها الدولة الألمانيّة للبنان خلال العامين ٢٠١٢-٢٠١٣ حواليّ ٩٥ مليون يورو. وقد أعربت السلطات الألمانيّة في وقت سابق من هذا العام عن رغبتها في المساهمة في تمويل الصندوق الإئتمانيّ الذي أنشأه لبنان بالشراكة مع البنك الدوليّ إلاّ أنّ التأخر في إنجاز إنشاء الصندوق حال دون تجيير هذه المساعدة لصالحه وذلك بسبب الإعتبارات المتعلقة بالموازنة الألمانيّة والحدّ الزمني الأقصى لصرف المساعدات والذي انتهي بتاريخ ١٣ كانون الأوّل ٢٠١٣. وتسعى سفارة لبنان في ألمانيا إلى تشجيع السلطات الألمانيّة على تمويل إقامة مستشفى ألمانيّ ميدانيّ في لبنان.